فقه المرأة في الصيام

[et_pb_section fb_built=”1″ _builder_version=”3.22″ custom_padding=”||5px|||”][et_pb_row _builder_version=”3.25″ background_size=”initial” background_position=”top_left” background_repeat=”repeat” custom_padding=”11px||0px|||”][et_pb_column type=”4_4″ _builder_version=”3.25″ custom_padding=”|||” custom_padding__hover=”|||”][et_pb_text _builder_version=”3.27.4″ background_size=”initial” background_position=”top_left” background_repeat=”repeat”]

 الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
مرحبا بك أختاه
إلى شهر رمضان، شهر الرحمة والمغفرة، شهر القرآن الكريم، شهر الليلة التي هي خير من ألف شهر، شهر الحسنات التي لا يعلم عددها إلا الله، شهر الإحساس بالفقراء والمحتاجين، شهر العتق من النار.
وأضع بين أيديكن مجموعة من الصور الفقهية الرمضانية، أسميتها (فقه المرأة في الصيام)، متمنية من ربي أن توفي هديتي إليكن ما تطمحن إليه وتحتجنه من فقه خلال هذا الشهر الأبرك، آملة أن يجعلها في ميزان حسناتي وحسناتكن يوم نلقاه.
الصيام لغة: هو مطلق الإمساك، قال تعالى: ﴿إني نذرت للرحمن صوما﴾ أي إمساكا عن الكلام .
وشرعا: هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لقوله تعالى: ﴿ثم أتموا الصيام إلى الليل﴾.
والواجب هو أن تقوم المرأة بعبادة الصيام امتثالا لأمر الله تعالى وتقربا إليه لقوله تعالى: ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء﴾، وقول نبينا الأبرك: «إنما الأعمال بالنيات…».
والنية في أول ليلة من رمضان كافية للشهر كله ومغنية عن تجديدها كل ليلة إلا لمن استأنف الصيام بعد الأكل لعذر مرض أو نحوه، فعليه تجديد النية.

الحكمة من الصيام

1 – تزكية النفس بطاعة الله فيما أمر، والانتهاء عما نهى، وتدريبها على كمال العبودية لله تعالى؛
2 – الانتصار للروح على المادة وللعقل على الشهوة؛ ويجدر بالصائمة عدم التبذير في الإنفاق على الملذات، وعدم المبالغة في إعداد أنواع الأطعمة، وتضييع الوقت فيما ينزل بها عن مقام السابقات إلى الخيرات، مما يعود على مقاصد الصيام بالبطلان، ويفوت عليها فرصة موسم القرآن والغفران.
3 – تربية الإرادة ومجاهدة النفس وتعويدها على الصبر والتحرر من مألوف العادات؛
4 – إشعار الصائمة بنعم الله تعالى عليها؛
5 – المساواة الإلزامية في الحرمان التي تحسس الموسرين بآلام الفقراء والمحرومين؛
6 – العروج بالإنسان إلى درجة التقوى، والارتقاء به في منازل المتقين.
لقوله تعالى: ﴿يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات﴾.

ما يفطر الصائمة وما لا يفطرها

كثيرة هي الأمور التي تخدش الصيام وتعرضه للبطلان وإليك أختي بعضها:
1 – الجماع والأكل والشرب عمدا، فمن وقعت في هذا – لا قدر الله – قضت وكفرت لما فيه من انتهاك حرمة رمضان.
2 – إيصال مغذ إلى الحلق ولو ماء المضمضة والاستنشاق، أو عن طريق الاكتحال والادهان، أو الحقن والإبر المغذية إلا إذا أُخذَت ليلا ووصلت إلى الحلق نهارا فلا تضر.
3 – إخراج القيء عمدا.

ما يكره فعله في الصيام

للصيام مكروهات ينبغي للصائمة أن تجتنبها تحريا واحتياطا لصومها، قال رسول الله ﷺ: «…فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه…» وأشهرها:
1 – تذوق الطعام خوفا من تحلله وإيصاله إلى حلق الصائمة.
2 – ويكره في نهار رمضان مقدمات الجماع كالقُبلة والفكر والنظر وفي هذا تفصيل وهو:
إن علمت السلامة من خروج المني أو المذي كان هذا الفعل مكروها وإلا حرم. ثم إذا لم يحصل مني ولا مذي فالصوم صحيح، وإن خرج مذي بقصد اللذة ومتابعة النظر قضت ذاك اليوم وإن خرج مني قضت وكفرت.
وخوفا من هذا كله كان السلف الصالح يهربون بصيامهم إلى بيوت الله عز وجل ويشتغلون بالقراءة والذكر والتسبيح والتكبير.
3 – المبالغة في المضمضة والاستنشاق.
4 – الإكثار من النوم بالنهار.
5 – الوصال بالصوم، بمتابعة صيام يومين أو أكثر دون إفطار.

من يجب عليهن الفطر نهار رمضان

يحرم الصوم على:
أ – الحائض والنفساء حتى تريا الطهر قبل الفجر، ولا يصح منهما إذا صامتا؛
وهنا مسألتان جديرتان بالذكر وهما:
أ – هل تمسك الحائض أو النفساء إذا طهرت في النهار؟
الجواب: لا يجب ولا يستحب ولها الأكل في بقية يومها.
ب – هل تتناول الحبوب التي تؤخر الحيض؟
الجواب: خلص الفقهاء في هذا إلى الجواز؛ لعدم ورود الدليل المانع، غير أنه من الأفضل ألا تقْدِمَ على هذا الأمر إلا بعد استشارة طبيب مختص خوفا من عود هذا الفعل عليها بالضرر.
ب – الخائفة على نفسها الهلاك لأجل الصوم، كالحامل والمرضع إذا خافتا بالصوم هلاكا أو ضررا شديدا لأنفسهما أو ولدهما فيجب عليهما الفطر.
وعليهن قضاء عدد الأيام التي امتنع عنهن الصوم فيها.

من يرخص لهن في الفطر نهار رمضان

1 – الحامل والمرضع: يجوز لهما الفطر إذا خافتا بالصوم مرضا أو زيادته سواء أكان الخوف على أنفسهما وولدهما أو أنفسهما فقط أو ولدهما فقط.
وعلى الحامل في هذه الحالة القضاء ولا فدية عليها. وأما المرضع فعليها الفدية والقضاء معا.
والفدية تكون بمد طعام عن كل يوم إذا أخذت في قضاء الصيام، وزن المد حوالي نصف كيلوغرام (506.5غرام).
2 – والمريضة مرضا مزمنا، وكذلك المرأة العجوز التي لا تقوى على الصوم جملة، يجوز لها أن تفطر وتفدي عن كل يوم بإطعام مسكين لقوله تعالى: ﴿وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين﴾، وقول ابن عباس رضي الله عنهما: «رخص للشيخ الكبير أن يفطر، ويطعم عن كل يوم مسكينا ولا قضاء عليه».

 الأمور التي لا تؤثر في الصيام

1 – الإصباح على الجنابة ومعنى هذا أن من أصبحت جنبا بسبب نوم أو نسيان إلى طلوع الفجر اغتسلت ولا شيء عليها لحديث عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما قالتا: «كان النبي ﷺ يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم».
2 – احتلام الصائمة نهارا، لقول النبي ﷺ: «ثلاث لا يفطرن القيء والحجامة والاحتلام».

ما يعفى عنه في نهار رمضان

1 – الاستحمام بالماء البارد.
2 – تقليم الأظافر، وكل ما يعد من خصال الفطرة.

خروج المرأة لصلاة التراويح

وصلاة التراويح ليست واجبة، فإذا كانت هناك ضرورة قاهرة، كما هو الحال عليه الآن في الحجر الصحي، أو أن يكون للمرأة أطفال صغار يتضررون من تركهم وحدهم في المنزل وليس معهم من يرعاهم، صلت في بيتها ولها أجر المصلين.
أما في غير هذا الظرف فإن المرأة إذا خرجت إلى المسجد باحتشام ووقار لم تمنع من الذهاب إلى صلاة التراويح مع الجماعة للحديث الذي رواه الإمام مسلم عن النبي ﷺ أنه قال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله».

الخاتمة:

مرة أخرى أقول لك أختي: مرحبا بك إلى رمضان، آملة أن تجدك هديتي هاته سعيدة مسرورة مع أهلك، وذويك، وعشيرتك، مع كامل الصحة والعافية في هذا الشهر الأبرك، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله.

[/et_pb_text][/et_pb_column][/et_pb_row][/et_pb_section]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *