من بدائع القول، وروائع الكلم، وعرائس المعاني، ونفائس المباني خطبة لابن الجوزي على عد سور القرءان الكريم
يقول في مطلعها:
الحمد لله الذي شرف بتلاوة العظيم جميع الآفاق، وقارن فاتحته بالبقرة ليبين فضل آل عمران من الرجال والنساء، الموفون بالعهد والميثاق، ومد مائدة رزقه حتى عم الأنعام اشتقاق، أعراف فضله وأنفال نيله لاتنقص ذرة من خزائنه بالانفاق،
انتهى من لوحة المخطوط عرائس الأدب في عرائس الخطب
لغة الضاد العالية لمن صفا طبعه، وعلا في التعبير كعبه
ولذا نجد في عناوين كتب التراث
صناعة:
-صبح الاعشا في صناعة الانشا للقلقشندي
-وكتاب الصناعتين للعسكري
وفي الحديث:
-صناعة الكتابة وأسرار اللغة
-جدير بنا أن نقف على المادة الأولية لصناعة التعبير وعلى الأدوات المستعملة في الصناعة وعن مهارة الصانع
-جدير بنا أن نوازن بين صناعة القدماء وصناعة المعاصرين ….مالذي تغير؟ وماذا أصاب المادة الأولية لصناعة القول، ومالذي حل بصانع الإنشاء؟
-والذي سمي بالصناعة عندنا سماه جاك دريدا علما، فله كتاب بعنوان: في علم الكتابة
-وسماه توني بارسون وتشاوينغ فن الكتابة.
مما ورد في أن الكتابة: صناعة
وأن الكتابة أعلى من كل الصناعات قولهم: «كل صناعة تحتاج إلى ذكاء، إلا الكتابة، فإنها تحتاج إلى ذكائين: جمع المعاني بالقلب والحروف بالقلم ».
قال الشاعر:
وهو يحصر الناس في الكتابة لاغير
وكأن مفهوم الإنسان عنده: هو الإنسان الكاتب
بخلاف ما درج عليه المناطق بأنه الحيوان الناطق وبعض معاصرينا بأن الحيوان الخلوق او المتخلق
«مالناس الا الكتابة …. هم فضة في ذهبه»
«قد أحرزوا دنياهم …. بشعبة من قصبه»
(عقول الرجال تحت أسنة الأقلام)
(وما أثرته الأيام لم تطمع في دراسته الأيام)
ولله در صفي الدين الحلي:
-تـأمل إذا ماكتبت الكــــتاب سطورك من بعد إحكامها
-وهذب عبارة طرز الــــكلام واستوف سائر أقســـــامها
-فقد قيل ان عقول الـرجال تحت اســـــــــــنة اقلامــــها
وقيل:
-اكتب احاسن ما سمعت ولا تكن في حفظ أحسن ما سمعت مقصرا
-وانثر جواهر ماحفظـــــت وهكذا شأن الذي وشى الكلام وحبـــــــــــــــرا
وقيل:
-كفى قلم الكتاب عزا ورفعة مدى الدهر ان الله أقسم بالقلم
” من وحي التراث”
د.مصطفى البحيرة