حكم من يأتيها دم الحيض أياما وينقطع، ويعود أياما آخر؟
هذه تسمى الملفقة: وهي التي يأتيها الحيض أياما ثم تطهر ثم يعاودها، وهكذا…..
حكمها: تلفق أيام الدم فقط بعضها إلى بعض دون أيام الطهر، بأن تجمعها حتى تتم أكثر عادتها، فإن لم ينقطع الدم تزيد ثلاثة أيام استظهارا ما لم تتجاوز أكثر مدة الحيض (خمسة عشر يوما)، فإن استمر بعد ذلك فهي مستحاضة في حكم الطاهر، تغتسل وتصلي وتصوم.وأما أيام الطهر التي تتخلل أيام الحيض، فتعد فيها طاهرة، ويجب عليها أن تغتسل وتصوم وتصلي، يقول الشيخ خليل: “وتغتسل كلما انقطع الدم وتصلي وتصوم”.
مثلا: سيدة عادتها ستة أيام، وفي الشهر الموالي نزل الدم لمدة يومين، ثم انقطع لثلاثة أيام، ثم نزل ليومين ثم انقطع ثلاثة أيام ثم عاودها ليومين.
تحسب: 2+2+2=6. فإن استمر الدم تستظهر ثلاثة أيام، فإن لم ينقطع تصير مستحاضة، وتصبح عادتها تسعة أيام.
مثال ثاني: سيدة عادتها ثمانية أيام، جاءتها الحيض أربعة أيام ثم انقطعت، ثم عاودتها ثلاثة أيام ثم انقطعت، ثم نزلت أربعة أيام.
تحسب 4+3+4=11، فإن استمر الدم فهي مستحاضة ولا تستظهر؛ لأنها تجاوزت أكثر عادتها التي هي ثمانية أيام بثلاثة.
مثال ثالث: سيدة عادتها خمسة أيام، جاءتها الحيض ليومين، ثم انقطعت، ثم عاودتها ثلاثة أيام، ثم انقطعت، ثم عاودتها يومين.
تحسب: 2+3+2=7، فإن استمر الدم تستظهر بيوم واحد فقط؛ لأنها تجاوزت أكثر عادتها بيومين، ثم هي مستحاضة.
مثال رابع: سيدة عادتها خمسة عشر يوما، لفقت أيام حيضها حتى انتهت للخمسة عشر، فهي مستحاضة ولا تستظهر بعدها لأنها بلغت أكثر مدة الحيض وهي الخمسة عشر.
حكم استعمال حبوب منع الحمل لتأخير الحيض في رمضان؟
كره مالك رحمه الله تناول المرأة الدواء لمنع الحيض؛ خشية إيقاع الضرر على نفسها وجسدها، فحفظ النفس من مقاصد الشريعة الكبرى، يقول تعالى:{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}”الآية 195من سورة البقرة”، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار). “حديث حسن/ رواه ابن ماجة والدارقطني.”
وقد نقل ابن رشد نصا عن الإمام مالك مفاده، قال: “سئل مالك عن المرأة تخاف تعجيل الحيض فيوصف لها شراب تشربه لتأخير الحيض قال: ليس ذلك بصواب وكرهه”. قال ابن رشد: “إنما كرهه مخافة أن تدخل على نفسها ضررا بذلك في جسمها.”
فعلى هذا يكون استعمال المرأة لهذه الحبوب لا مانع منه شرعا، شريطة الرجوع إلى أهل الخبرة والاختصاص لتستيقن من عدم الإضرار بها.
مع أن الأولى- والله أعلم- للمرأة اجتنباب مثل هذه الأدوية، فليس هناك ضرورة تفرض عليها استعمالها، وهذا ما كانت عليه أمهات المؤمنات والصحابيات ومن جاء بعدهن من خير القرون ما كن يفعلن ذلك، مع العلم أنهن أيضا كن متوفرات على أدوية من مثل هذا.
حكم من يأتيها الحيض لأول مرة، ويستمر معها أربعة عشر يوما…؟
نعم، فالمبتدأة التي لم يتقدم لها حيض قبل ذلك، تترك الصلاة وتفطر ما لم تتجاوز خمسة عشر يوما؛ لأن أكثر مدة الحيض للتي يأتيها أول مرة كما تقرر في المذهب خمسة عشر يوما؛ فإذا تجاوزتها صارت مستحاضة في حكم الطاهر، تغتسل وتصوم وتصلي.
قال الأخضري رحمه الله: “وأكثر الحيض للمبتدأة خمسة عشر يوما.”
حكم من طهرت قبل الفجر واغتسلت بعده، هل يجزئها صوم ذلك اليوم؟
الصوم يصبح واجبا في حق المرأة متى طهرت من الدم ( بقصة أو جفوف)، بشرط أن يثبت طهرها قبل الفجر ولو بلحظة يسيرة أو مع طلوع الفجر، وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر أجزأها صومها. جاء في المدونة: “أن ابن القاسم سأل مالكا عن المرأة ترى الطهر في آخر ليلتها من رمضان؟ فقال: إن رأته قبل الفجر اغتسلت بعد الفجر وصيامها مجزئ عنها، وإن رأته بعد الفجر فليست بصائمة ولتأكل ذلك اليوم.”
غير أنه يجب على المرأة التعجيل بالاغتسال متى طهرت؛ لأنه يرتبط به عبادات أخرى مثل الصلاة التي يحرم إخراجها عن وقتها بلا عذر مسوغ، وكذا مس المصحف وتلاوة القرآن، والدخول للمسجد، وغيرها… .
إذا استيقظت الحائض بعد الفجر فشكت هل طهرت قبل أو بعد؟
تغتسل وتنوي صيام ذلك اليوم لاحتمال أن تكون قد طهرت قبل الفجر، وتقضي يوما مكانه لاحتمال أن تكون طهرت بعده.
يقول الشيخ خليل: “ومع القضاء إن شكت.”
“الأجوبة الحسان عن أسئلة النساء في صيام رمضان”
إعداد الأستاذة: ابتسام زايدي
