[et_pb_section fb_built=”1″ _builder_version=”4.4.8″ custom_padding=”14px|||||”][et_pb_row _builder_version=”4.4.8″ custom_padding=”13px|||||”][et_pb_column type=”4_4″ _builder_version=”4.4.8″][et_pb_text _builder_version=”4.6.1″ hover_enabled=”0″ sticky_enabled=”0″ custom_margin=”||-9px|||”]

يشير وصف الرباني الذي تكرر في القرآن الكريم بصيغ وسياقات مختلفة إلى معان نفيسة تدل على الشرف العظيم الذي خص الله به هذه الفئة من عباده، وما أفاض عليهم من عطائه ونواله، حتى كانوا بذلك أقرب المقربين إليه، وأعظم المخصوصين لديه، بعد فئة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.

[/et_pb_text][/et_pb_column][/et_pb_row][et_pb_row column_structure=”2_3,1_3″ _builder_version=”4.4.8″ custom_padding=”13px||0px|||”][et_pb_column type=”2_3″ _builder_version=”4.4.8″][et_pb_text _builder_version=”4.6.1″ hover_enabled=”0″ sticky_enabled=”0″]

ومن هذه المواضع قوله تعالى في سورة آل عمران:

{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قُتلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[1].

فالربيون لهم أولا شرف الرفقة للأنبياء، التي من معانيها الانخراطُ في مهامهم السامية، والتحققُ بالرسالية التي عاشوا بها ولها بكامل الصدق والمسؤولية، وتقبلُ موجباتها وتكاليفها الشاقة المضنية، واحتمالُ المصائب والأذى بالصبر والاحتساب والرضا.

ولهم كذلك بموجب نفس الآية شرف الشهادة من الله لهم بأنهم من المحسنين، لثباتِهم على الأهوال العظام، ودوامِ تعلقهم بالله، والتجائهم إليه وتوكلهم عليه، بما يدل على كمال معرفتهم بأوصاف الربوبية، وحسن قيامهم بمقتضيات العبودية التي هي معقد العزة والرفعة والمقامات العلوية.

قال الخليل ابن أحمد رحمه الله: “الربي: الواحد من العباد الذين صبروا مع الأنبياء، وهم الربانيون، نسبوا إلى التأله والعبادة ومعرفة الربوبية لله تعالى”[2].

ومعلوم أن الشرف -أي شرف- إذا علا وارتفع احتاج إلى مقومات خاصة، وشروط استثنائية، فكيف إذا تعلق بالانتساب لحضرة الله، رب الأرباب، ومالك الرقاب.

أجل، يحتاج المرء في أفق تحققه بمنهاج الربانية إلى بناء دقيق للغاية، متعدد المستويات، ومتنوع الزوايا والأبعاد، ومراع لسائر الخصوصيات والمؤهلات والوظائف التي للإنسان، الذي هو في حقيقته مُعقَّد التكوين والتركيب، متنوع القدرات والمواهب، متفرد فيما أوكل إليه من المهام والتكاليف، فهو ذو حرية وإرادة وقرار، وسلوكه ومجموع تصرفاته الظاهرة المبنية على ذلك تنطلق في الأساس من الباطن، ويؤثر فيها الشعور والوجدان، ويوجهها العقل، وتتحكم فيها الأفكار..

[/et_pb_text][/et_pb_column][et_pb_column type=”1_3″ _builder_version=”4.4.8″][et_pb_testimonial author=”الدكتور محمد بنكيران” job_title=”عضو المجلس العلمي المحلي للعرائش” portrait_url=”https://siraj.ma/wp-content/uploads/2020/11/Dr.benkiran.jpg” _builder_version=”4.6.1″ body_text_color=”#ffffff” body_font_size=”21px” body_line_height=”1.8em” author_text_color=”#000000″ author_font_size=”15px” position_text_color=”#000000″ position_font_size=”11px” background_color=”#0da0c5″ hover_enabled=”0″ border_width_all_portrait=”3px” border_color_all_portrait=”#ffffff” box_shadow_style_image=”preset1″ title_text=”Dr.benkiran” sticky_enabled=”0″]

على أن من أخطر أمراضها التي يجب الاحتراس والحذر منها التسويف، الذي هو ظاهرة شائعة تجعل بعض الناس من أصحاب النيات الحسنة والرغبات الخيرة لا أثر لهم في الواقع

[/et_pb_testimonial][/et_pb_column][/et_pb_row][et_pb_row _builder_version=”4.4.8″ custom_padding=”10px|||||”][et_pb_column type=”4_4″ _builder_version=”4.4.8″][et_pb_text _builder_version=”4.6.1″ hover_enabled=”0″ sticky_enabled=”0″]

وحيث إن الأمر كذلك، أي إن تصرفات الإنسان تتحكم فيها موجهات محددة تؤول إلى مراكز القرار فيه، فلابد في عملية بنائه وتشكيله وتزكيته من مخاطبة هذه المراكز بالذات، وجعلها الموضوع الأساس للعملية، ومن شأن أي تجاهل أو تجاوز لهذا الأمر أن يمنع الوصول إلى النتائج المرجوة حتى وإن بدا في الظاهر غير ذلك.

ومن يتأمل نصوص الشرع وما اشتملت عليه من أسس في طريقة البناء والتوجيه يلحظ تركيزه الشديد على الباطن والشعور، اعتبارا لهذه الحيثية وتأسيسا عليها.

ونذكر في هذا السياق نوعا خاصا من الأحاديث النبوية سماها العلماء بالأحاديث الكلية، سميت كذلك لاهتمامها ببناء الإنسان من خلال التركيز هذه الجوانب، وإناطتها صلاح الحياة بصلاح الإنسان فيها.

ومن بين أهم الأحاديث المعدودة في هذا الصنف الحديث المشهور في موضوع النية الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”. الحديث متفق عليه.

والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا في هذا الحديث الذي هو أصل عظيم من أصول الإسلام الأهمية الكبرى للنية، باعتبارها مركز القرار الأكبر، وما لها من الأثر القوي في الأعمال والمواقف، وينبهنا إلى أنه لا يحصل شيء في حياة الناس إلا بنية وإرادة، ولا تنبعث الأعمال إلا إذا سبقها قصد وتوجه في داخل قلب الإنسان.

ومعنى هذا أن للنية والإرادة أثرا في ناحيتين اثنتين:

الأولى: في أصل العمل، إذ هي الباعث عليه والمحفز إليه.

والأخرى: في المقصود من العمل، ماذا يراد به، وما الغرض منه.

فمَن عَدِم الإرادة أو ضعفت فيه الهمة، كيف يكون منه عمل؟

ومن فسدت دواعيه إلى الفعل، كيف يأتي منه خير؟

أجل، إن الإسلام هو في حقيقته جملة من التكاليف والأعمال التي يقوم بها المسلم تقربا لربه، واستسلاما لأمره، وخضوعا لحكمه، ولذلك فهي تتوقف بدرجة كبيرة على الإرادة المخلصة الصادقة، والعزيمة القوية المتقدة.

ومن ثم كان لابد من العناية بباطن الإنسان الذي هو محل الإرادة، وتربيته على الفعل والإنجاز، وتجنيبه كل المظاهر المنافية لذلك، الدالة على ضعف الرغبة في العمل، وقلة انبعاث الخير، والتي جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في كلمتي “العجز” و”الكسل”.

فالعجز والكسل ضعف في الإرادة معيب، ونقصان في الإنسان مشين، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يَحذَرهما ويكثر التعوذ منهما كما أخبر بذلك أَنَس بن مالك رضي الله عنه فقَالَ: “كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ”[3].

كما كان عليه الصلاة والسلام ينهى عنهما ويُحذر منهما أشد التحذير، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ”[4].

فالعجز لا شك من مظاهر الضعف والفشل، وهو يُقعد عن الحركة، ويعطل عن العمل، وقد يُسلم الإنسان إلى بَطالة وعَطالة دائمة، وهي شر مَناخ، وأسوأ مستراح، فمن اعتاد البَطالة لا يفلح كما قيل.

والبَطالة آفة قد تصيب المتعلم كما تصيب الجاهل، والقادر على العمل وغير القادر، ولكنها في المتعلمين والقادرين أقبح، لأنها خمول وقعود، وتقصير في العمل وجمود، يحول دون الاستفادة من علم العالِمين وإفادة القادرين.

قيل لعروة بن الزبير: ما شر شيء في العالم؟ قال: البَطالة.

وصدق من قال:

ولم أرَ في عُيُوْبِ الناسِ نَقْصاً       كنقصِ القادرينَ على التمامِ

ولقد نوَّه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب -تعليما منه صلى الله عليه وسلم وإرشادا- بأصحاب الإرادة القوية، والتطلعات العالية، الذين تتعلق هممهم بأعمال عظيمة، ولو أنهم لا يقدرون عليها، فقال صلى الله عليه وسلم: “لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا”[5].

وفي هذا السياق نفسه يروي الإمام مسلم رحمه الله عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ بَعْدَ أَنْ رَجَعْنَا: “إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَأَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا هَبَطْتُمْ وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَكُمْ (وفي رواية: إِلَّا شَرِكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ) حَبَسَهُمْ الْمَرَضُ”[6].

إن قضية الإرادة شديدة الأهمية في الإسلام، كبيرة الأثر في حياة الناس، ونظرا لذلك فهي تحتاج إلى تربية خاصة تقويها وتدعمها، وتقيمها على أسس صالحة وتقومها، وإلا فقد يسمع الناس الكثير من التوجيهات والإرشادات ثم لا يتحرك فيهم ساكن، ولا يكون منهم عمل، والسبب ضعف الإرادة، أو اعتلالها ومرضها في أقل الأحوال.

على أن من أخطر أمراضها التي يجب الاحتراس والحذر منها التسويف، الذي هو ظاهرة شائعة تجعل بعض الناس من أصحاب النيات الحسنة والرغبات الخيرة لا أثر لهم في الواقع، لا لشيء إلا لكونهم يرجئون الأمور كلها إلى المستقبل، ويقتلون تلك الإرادة الصالحة بمثل ذلك، وهذا مظهر من مظاهر العجز كذلك.

والقرآن الكريم يشدنا إلى مستويات عالية في الإرادة حينما يحدثنا عن أقوام بلغت بهم الهمم درجة صاروا بموجبها يتطلعون إلى أعمال لا تتوقف بموتهم، ولا تفنى بفنائهم، وإنما هي ذات أثر باق، وعطاء ممتد، مما يكون سببا في استمرار الثناء عليهم، وبقاء الذكر الجميل لهم، ومن هؤلاء سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي كان يدعو ويقول: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ، وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}[7].

ولسان الصدق هو الذكر الجميل الذي يتحقق باكتساب ما يورثه من الأعمال الصالحة.

وأخبر الحق سبحانه وتعالى بمثل ذلك عن ولديه إسحاق ويعقوب فقال: {وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا، وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}[8].

وقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المستوى من الإرادة في الحديث الذي أخرجه مسلم عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : “إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ، ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: فَقَالَ: هِيَ النَّخْلَةُ”[9].

فالمسلم لتوقد إرادته، وعلو همته، وعموم نفعه، ودوام أثره، لا تسقط أوراقه، ولا تتوقف الاستفادة منه، فهو ينتفع به في كل أحواله وأوضاعه، في حياته وبعد مماته.

ولذلك وجهنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض الأعمال التي ينبغي للهمم العالية أن تتعلق بها لكثرة فائدتها، وطول أمد الانتفاع بها، وذلك في الحديث الذي رواه عنه  أَبِو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ، إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ”[10].

هكذا إذن هي الإرادة في الرباني، قوية، مشعة، ممتدة، باعثة على الخير الكثير، والنفع العميم، دافعة للعجز والكسل، بعيدة عن الشر والعبث.

{.. فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ..}[11].

وفي السنة الشريفة ما لا يحصى من الأحاديث والتوجيهات النبوية التي يشحذ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم همم السائرين على طريق الربانية، ويذكي عزائمهم في مضمار السباق إلى الخير، من خلال بيان المنهج القويم والدقيق، والإرشاد إلى خارطة طريق العمل اليومي الدؤوب.

ومن هذه الأحاديث ما رواه الإمام الترمذي رحمه الله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بادروا بالأعمال سبعا هل تنظرون إلا إلى فقر منس، أو غنى مطغ، أو مرض مفسد، أو هرم مفند، أو موت مجهز، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر»[12].

فهذا الحديث يضعنا أمام التحديات المحيطة بنا، والأحوال المعطلة عن الحركة والفعل التي لا ندري متى تفجأنا، وهو عليه الصلاة والسلام يستحثنا بهذا على العمل بأفضل الأساليب وأصدق الحقائق.

ولهذا الحديث نظائر كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

بل كل ما فيهما من الترغيب والترهيب والوعد والوعيد حوافز ودوافع للعمل والخير، ومنبهات لمركز الإرادة، تدعم فيه جانب القوة والنشاط من ناحية، ثم جانب الإخلاص والصدق والصلاح من ناحية أخرى، وكل ذلك هو عين ما نحتاجه في حياتنا قبل أن تدهمنا المفاجآت المذكورة في الحديث.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا لعمل الخير وخير العمل، قبل وقوع العجز وحلول الأجل، وأن يلهمنا فعل الطاعات والبعد عن المحرمات، قبل هجوم الموت والسكرات.

اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنا إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونين، اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَنَسْأَلُكَ عَزِيمَةَ الرُّشْدِ، وَنسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَنَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا، وَقَلْبًا سَلِيمًا، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَنسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَنسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ مَا قَصُرَ عَنْهُ رَأْينا وَلَمْ تَبْلُغْهُ أمنيتنا، مِنْ خَيْرٍ وَعَدْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ خَيْرٍ أَنْتَ مُعْطِيهِ أَحَدًا مِنْ عِبَادِكَ فَإِنّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِيهِ وَنَسْأَلُكَهُ بِرَحْمَتِكَ يا رَبَّ الْعَالَمِينَ

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، نبيك ورسولك، وآله الطاهرين، وارض اللهم عن صحابته الأكرمين، وعن التابعين وأتباعهم وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

[/et_pb_text][/et_pb_column][/et_pb_row][et_pb_row _builder_version=”4.6.1″ _module_preset=”default”][et_pb_column _builder_version=”4.6.1″ _module_preset=”default” type=”4_4″][et_pb_text _builder_version=”4.6.1″ _module_preset=”default” hover_enabled=”0″ sticky_enabled=”0″]

—————————————————-

الهوامش:

[1] – سورة آل عمران، الآيات: 146 و147 و148

[2] – تفسير القرطبي ج 4/ 230

[3] – متفق عليه

[4] – رواه مسلم: كتاب القدر، باب في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله

[5] – متفق عليه

[6] – صحيح مسلم: كتاب الإمارة، باب ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر آخر

[7] – سورة الشعراء، الآية 83 و84

[8] – سورة مريم، الآية: 49 و50

[9] – متفق عليه

[10] – أخرجه مسلم: كتاب الوصي، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته.

[11] – سورة الرعد الآية 17

[12] – سنن الترمذي: أبواب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في المبادرة بالعمل.

[/et_pb_text][/et_pb_column][/et_pb_row][/et_pb_section]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *