د.محمد بنكيران - أخلاق الربانيين

د.محمد بنكيران - أخلاق الربانيين

لم يكن حديث القرآن الكريم عن الربانية والربانيين حديث المكثر ولا المستفيض،  كما هو حاله المعروف في الكثير من نصوصه ومضامينه، وإنما هو وقفات محدودة، وفي مواضع قليلة جدا لا تتعدى أربعة مواضع.

ولكنَّ شأنه في ذلك عجيب وعظيم، وذلك كشأنه في كل معنى من معانيه، ومنهجِه في تركيز مبانيه.

فقد استوعب في ذلك القليلِ المحدودِ التعريفَ بأحوالهم، وبيان أوصافهم، وتحديد مهامهم، والتشويق إلى عليِّ مقامهم، والتحفيز إلى التحقق بسني أخلاقهم، من غير إغفال لبيان الوسائل الموصلة والوسائط المعينة.

هذا إذا اعتبرنا أن ما يتعلق بهم محصور في مصطلح “الربانية” وحده، أو حيث جاء مذكورا منصوصا عليه باللفظ دون سواه، وإلا فالقرآن يحيل بعضه على بعض، ومتعلق بعضه ببعض، لأنه كتلة واحدة مترابطة ومتماسكة، لا يمكن أن يُفصَل بحال بين معانيه ونفائسه، ولهذا كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يحث على النظر في القرآن بطريقة التثوير فيقول: “من أراد علم الأولين والآخرين فَلْيُثَوِّر القرآن”[1]، وفي رواية: “ثَوِّروا القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين”، وهو يقصد بذلك تقليب الآيات كلها عند بحث أي معنى من معانيه.

ونسوق في هذا الإطار بالذات الآيات الأربع المذكورة لتُتَدبر على هذا الأساس:

الأولى: قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُوتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوءةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تَعلَمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}[2].

الثانية: قوله عز من قائل: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قتلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[3].

الثالثة: قوله سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيئونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْاحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ}[4].

الرابعة: قوله تعالى: {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِيسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْاِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِيسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[5].

ويعنينا في موضوعنا هذا ما جاء في هذه الآية الأخيرة من بيان لمهمة الربانيين في المجتمع، وتحديدها في مسؤولية الرقابة الأخلاقية التي أوكلتها إليهم بأسلوب دال على أنها تقع على عاتقهم على سبيل الاختصاص والأولوية.

{لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْاِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِيسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.

إن خلق احترام المشاعر ومراعاة الأحاسيس خلق رقيق دقيق، ينم عن رقة في الأحاسيس، وشفوف في الطباع، ولين في الجانب، وإرهاف حاد في المشاعر، ولهذا كان في حاجة ماسة إلى تربية متبصرة، طويلة المدى، عميقة الأثر، في رحاب مدرسة الربانيين، وبتأطيرهم وإشرافهم,

ومرد ذلك إلى أن أخلاق المجتمع وآدابه تحتاج إلى استنبات وإنشاء أولا، وإلى ترسيخ وتركيز بعد ذلك، ثم إلى رقابة وحماية فيما بين ذلك.

فمن لهذا كله غير الربانيين الذين يفترض فيهم أنهم تحققوا بهذا الأخلاق حتى صارت لا تكاد تعرف إلا من خلال أوصافهم، لأنها في الكتاب مجردة، وفي أحوالهم حية مشاهدة.

ولهذا، وبمقتضي لطف الله تعالى بالعباد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة العملية المتفردة لكل من ينشد الربانية مسارا وغاية، لأنه كان كما وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها خلقه القرآن.

ولأجل ذلك أحال عليه القرآن في مجال التطبيق، فقال عز من قائل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[6].

وذلك بعد أن وصف خلقه بالعظيم فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[7].

فلابد إذن أن نستلهم هذا المعنى من بين آي القرآن، ونعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أسوة الربانيين الكبرى، وقدوتهم العظمى، وأن الأخلاق الفضلى منه تستمد، وبهديه تحدد.

أجل، إن إرساء مكارم الأخلاق مقصد عظيم في دين الإسلام، وغاية كبرى لكل التشريعات التي جاء بها والأحكام، وقد بين ربنا سبحانه وتعالى هذا الأمر وهو يخاطب إمام الربانيين صلى الله عليه وسلم قائلا: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”[8]، فحصَر الغاية من الإرسال في خُلُق الرحمة الذي هو أصل كل الأخلاق والسجايا الحميدة.

ومثله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أحمد والحاكم وصححه: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

فلا غاية من البعثة النبوية إلا هذه الغاية، وذلك لأنها أمر ضروري لحياة الناس، ضرورة الماء والهواء والغذاء.

ومكارم الأخلاق هي ذات عتبة أدنى هي المسالمة وكف الأذى، وعتبة أعلى هي الإحسان والتفضل من دون حصر للحد ولا المدى.

والمسالمة سياج حقيقي للمجتمع يحميه من الشرور والمساوئ الأخلاقية، والإحسان يضفي على المجتمع مسحة جمالية رائقة، لما يحصل به من كثير من التوادد والتراحم جراء تفشي مظاهر الخير والمساعدة، والخدمات النافعة المتعددة.

لكن في الإسلام ما هو أعمق من هذا وأدق، مما يستحسن الوقوف عنده في هذه المقالة، لأهميته من ناحية، ولعدم الاكتراث به في الغالب من ناحية أخرى.

والمقصود هنا ما وجه إليه الإسلام من آداب نفيسة لها علاقة بمراعاة مشاعر الآخرين، والإحساس الرحيم بآلامهم وآمالهم ومختلف أحوالهم، وغايته من ذلك بناء نظام جديد للطباع يجعلها أكثر رقة وإرهافا ومراعاة، وبعدا عن الجفاء وغلظ الطبع واللامبالاة، دلت على هذا آيات كثيرة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى مخاطبا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”[9].

فطبعه الرقيق الدقيق صلى الله عليه وسلم كان يفيض رحمة وليونة ومراعاة لمشاعر من حوله، بكيفية ثابتة دائمة سعد الناس بها، وحفظوها في ذاكرتهم حتى صاروا لا يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بها، فهذا الإمام علي رضي الله عنه يصفه صلى الله عليه وسلم فيقول: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا مما ينفعهم ويؤلفهم.. فيكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذَر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بِشره.. يتفقد أصحابه .. وكان يعطي كل جلسائه بنصيبه، لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو فاوضه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه بسطُه وخلُقه، فصار لهم أباً وصاروا عنده في الحق سواء”[10].

وكل هذا يفيد أن معاملة الناس تستوجب التفقد الحاني، والبشاشة المفرحة، ورفع المعنويات، ومراعاة الشعور، وجبر الخواطر ولاسيما المنكسرة، وخفض الجناح باللين والتودد، ودرء الظنون السلبية، واعتبار الحالات النفسية.

ونظير هذا ما حكاه أنس بن مالك رضي الله عنه في وصفه صلى الله عليه وسلم حيث قال: “ما التقم أحد أذن النبي صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه، وما أخذه بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخذ.. وكان يبدأ من لقيه بالسلام، ويبدأ أصحابه بالمصافحة.. يكرم من يدخل عليه وربما بسط له ثوبه، ويؤثره بالوسادة التي تحته ويعزم عليه في الجلوس عليها إن أبى، ويكني أصحابه، ويدعوهم بأحب أسمائهم تكرمة لهم، ولا يقطع على أحد حديثه..”[11].

ويحكي رضي الله عنه عما رأى منه صلى الله عليه وسلم في مدة خدمته له في صغره فيقول: “خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعته لم صنعته، ولا لشيء تركته لم تركته”[12].

وكان صلى الله عليه وسلم بمقتضى هذه الأخلاق الكريمة لا يكاد يواجه أحدا بشيء يكرهه.

إن مراعاة المشاعر على هذا النحو المذكور تتم بوسائل كثيرة، منها الكلمة والحركة -حركة اليد والعين والفم جميعا- وارتسامات الوجه وكثير من حركات الجسد، وعلى الإنسان أن يهتم بكل هذا ليسير على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب، إذ هو أحسن الهدي وأكمله.

فالتبسم حركة من حركات الوجه والفم التي لا تتطلب جهدا كبيرا، ولكنه بلا شك يدخل السرور على الآخر، ولهذا عد من الصدقات، أي فكأنك تتصدق على أخيك بنعمة السرور، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ لكَ صدَقةٌ”[13].

وكان هو عليه الصلاة والسلام أكثر الناس تبسما، قال عبد الله بن الحارث رضي الله عنه: “ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

والصدقات المعروفة ندب الشارع إلى مناولة المسكين بها، وجعل ذلك من أسباب حسن الخاتمة فقال صلى الله عليه وسلم: “مناولة المسكين تقي ميتة السوء”[14]، وما ذلك إلا لأنها كيفية تضفي مزيدا من الرقة واللطف على معاملة الفقراء والمساكين.

ومسح رأس اليتيم هو كذلك حركة سهلة يسيرة أيضا، لكنها تنبئ عن تمكن الرحمة من قلب صاحبها، وحنوه وعطفه.. وهي أمور لا يشعر بها إلا من هو في مثل حال اليتيم.

وورد أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له: “إن أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم”[15].‏

وفي ديننا الحنيف مطالب كثيرة من هذا القبيل لو طبقناها لرقَّت المشاعر منا، ولسعدنا بها نحن والناس من حولنا، ومن ذلك عيادة المريض، وإجابة الدعوة، وتشييع الجنازة، والتعزية بالمصيبة، وإبرار المقسم.. فكلها ضروب من الأعمال تتضمن إحساسا بالآخرين، واستشعارا لأحوالهم وأوضاعهم، وإظهارا للمشاركة النفسية والشعورية لهم.

وتصل المشاركة في الأحاسيس والشعور بالآخرين في الإسلام إلى حد ترك بعض الأمور والتخلي عنها احترازا من كسر الخاطر أو جرح المشاعر، وفي هذا المعنى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ترك لبس ثوب جمالٍ وهو يقدر عليه تواضعاً كساه اللّه حلة الكرامة”[16].

وللتواضع في الإسلام مقاصد كثيرة هذا أعظمها كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: “إنَّ اللَّهَ تَعالى أوْحَى إليَّ أنْ تَوَاضَعُوا، حتَّى لا يَبْغيَ أحَدٌ على أحَدٍ، وَلا يَفْخَرَ أحَدٌ على أحَدٍ”[17].

والتفاخر كسر للخواطر وجرح للمشاعر لا يشعر بها إلا من هم في وضع الحاجة والخصاص.

إن خلق احترام المشاعر ومراعاة الأحاسيس خلق رقيق دقيق، ينم عن رقة في الأحاسيس، وشفوف في الطباع، ولين في الجانب، وإرهاف حاد في المشاعر، ولهذا كان في حاجة ماسة إلى تربية متبصرة، طويلة المدى، عميقة الأثر، في رحاب مدرسة الربانيين، وبتأطيرهم وإشرافهم,

ولقد تولى الله سبحانه بنفسه تربية نبيه ومجتباه صلى الله عليه وسلم على هذه الأخلاق الرفيعة السنية، فنجده يخاطبه في أوائل تنزل الوحي بقوله: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ”[18].

وقال كذلك: “وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ”[19].

ووجه أفراد أمته توجيهات أخرى مع أنهم داخلون في هذا الذي خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال وصفهم بالذِلَّة عَلَى الْمُومِنِينَ، فقال سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدد مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَاتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُومِنِينَ”[20]، والذلة هنا ليس لها معنى إلا الليونة والرحمة واقتسام المشاعر والإحساس المرهف بآلام وآمال الإخوة في الدين.

وامتدح سبحانه صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم بأنهم رحماء بينهم، وذلك باعتبارهم ربانيي هذه الأمة الأُول من جهة، ثم بقصد الاتباع والائتساء بهم من جهة أخرى، فقال عز من قائل: “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ”[21].

هذه إطلالة سريعة على أحد الأسقف الجميلة لأخلاق الربانيين، وشيم أحاسن المستخلَفين، التي تحتاجها الإنسانية في كل وقت وحين، ولكنها تكون أشد احتياجا لها حينما تسوء الأخلاق، وتتوحش الطباع، ويغيب الوازع والضمير، وتتبلد الأحاسيس، وتسود الأنانية، ويُتجاهل كلُّ ضعيف ذي حاجة، بما ينذر حتما بخراب الحضارة والعمران، وحلول أسباب الانهيار، وتضييع شرف الشهود والاستخلاف.

فنسأل الله تعالى أن يكسو قلوبنا رقة الصالحين، وذلة المؤمنين، وليونة الخاشعين، ورحمة المتواضعين، ورفق الطائعين.

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.

اللهم حسن أخلاقنا، وهذب طباعنا، وأصلح قلوبنا، وخذ إلى الخير بنواصينا، واكفنا ما أهمنا، إنك على كل شيء قدير.

اللهم أغننا بالعلم، وزينا بالحلم، وأكرمنا بالتقوى، وجملنا بالعافية.

وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد النبي الرحيم، قائدنا إلى الخير، وهادينا إلى صراطك المستقيم، وعلى ساداتنا آله الكرام المطهرين، وارض اللهم عن صحابته الأخيار الصالحين، وعلى التابعين وأتباعهم، وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.

الدكتور محمد بنكيران

عضو المجلس العلمي المحلي للعرائش

—————————

الهوامش:

[1] – مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المَرْوَزِي (تـ 294 هـ)، اختصره أبو العباس أحمد بن علي المقريزي (تـ 845 هـ). فيصل آباد، باكستان: حديث أكادمي، ط. الأولى، 1408 هـ – 1988 م، ص 173.

[2] – سورة آل عمران: الآية 79

[3] – سورة آل عمران: الآيات: 146 – 148

[4] – سورة المائدة: الآية 44

[5] – سورة المائدة: الآية 62، و63

[6] – سورة الأحزاب: الآية 21

[7] – سورة القلم: الآية 4

[8] – سورة الأنبياء: الآية 107

[9] – سورة آل عمران: الآية 159

[10] – رواه الطبراني في المعجم الكبير: ج22: 155

[11] – عيون الأثر عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، لابن سيد الناس، اليعمري (تـ 734 هـ)، تعليق: إبراهيم محمد رمضان- بيروت: دار القلم – ط. الأولى، 1414/1993.ج2 / 423

[12] – الشمائل المحمدية للترمذي باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم

[13] – رواه الترمذي في أبواب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في صنائع المعروف، وقال: حسن غريب، وأخرجه ابن حبان.

[14] – أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ج3: 228، والبيهقي في شعب الإيمان ج5: 131.

[15] – رواه أحمد في المسند

[16] – رواه أبو داود: كتاب الأدب، باب من كظم غيظا

[17] – رواه مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار

[18] – سورة الضحى الآية: 9 و10.

[19] – سورة الحجر، الآية: 88.

[20] – سورة المائدة، الآية: 54

[21] – سورة الفتح، الآية: 29

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *