الصيام لغة: له ثلاث معان:
– صوم عن الكلام، تقول فلان صام عن كلام السّوء، أي: أمسك لسانه، ومنه قوله تعالى: حكاية عن مريم ((إنّي نذرت للرّحمان صوما فلن أكلم اليوم إنسياً)) سورة مريم: الآية/25
– صوم عن الطّعام، وهو الذي يتبادر إلى أذهاننا عندما نقول: فلان صائم أي: ممسك عن الطّعام.
– صوم عن الحركة ، تقول العرب: خيل صائمة أي: ممسكة عن الحركة والجري.
ومنه قول الشاعر: خيل صيام وخيل غير صائمة….
قال ابن فارس في مقاييس اللغة (3/323).
((الصاد والواو والميم: أصل يدل على إمساك وركود في مكان. من ذلك صوم الصائم، هو إمساكه عن مطعمه ومشربه وسائر ما منعه. ويكون الإمساك عن الكلام صوما، قالوا في قوله تعالى:((إني نذرت للرّحمن صوماً)) إنّه الإمساك عن الكلام والصّمت.
والصّوم: ركود الريح. والصوم: استواء الشمس انتصاف النهار، كأنها ركدت عند تدويمها)).
مراتب الصّيام
صوم العموم : أي: عموم المومنين وهو: صومٌ عن شهوتي البطن والفرج
صوم الخصوص: أي: صوم الأولياء الصّالحين ، وهو: الكفّ عن شهوتي البطن والفرج وكفّ باقي الجوارح
فإذا لم يكفّ الإنسان جوارحه فحظّه من صيامه الجوع والعطش.
قال الشّاعر:
إذا لم يكن في السّمع منّي تصاون…. وفي بصريّ غضّ وفي مقولي صمت
فحظّيَ إذن من صومي الجوع والظّما…. وإن قلت إنّي صمت فما صمت
صوم خصوص الخصوص ،وهو: صوم الأنبياء المرسلين ؛ إذ يكفّون عليهم السّلام قلوبهم عن التّفكير في الدّنيا مع كفّ ماسبق من شهوات البطن والفرج، وسائر الجوارح.
قال بعضهم في هذا المعنى:
أهل الخصوص من الصّوام صومهم …. صون اللّسان عن البهتان والكذب
والعارفــــون وأهل الأنس صومهم …. صـــــون القلوب عن الأغيار والحجب
مصطفى صادق البحيرة
[/et_pb_text][/et_pb_column][/et_pb_row][/et_pb_section]