استعمال المفردة في غير محلها أمر مستفز، ونبوها عن مكانها قد يسبب ورطة لنظامها
ناهيك: عن فساد المعنى وضعف الانسجام.
والغرابة اللفظية قد تزهق الأرواح، وتذهب بهاء المعنى، وتفسد مقام القول، وجمالةالنظم.
وإذا أصبت النظم وأوجدت السبك، وخاطبت عديم الذوق، وقليل الفهم كنت سببا لطلاق زوجته ووبالا على أسرته.
ورد في المستظرف عن الأبشيهي (ص:374)
-أن نحويا وقف عبياع يبيع أرزا بعسل ،فقال:
بكم الأرز الأعسل والأخلل بالأبقل، فقال: “بالأصفع في الأرؤس والأضرط بالأذقن.
-ووقع نحوي في كنيف فجاء كناس ليخرجه، فصاح به الكناس ليعلم أهو حي أم لا.
فقال له النحوي: “اطلب لي حبلا دقيقا، وشدني شدا وثيقا، واجذبني جذبا رقيقا”
فقال له الكناس: “امرأتي طالق إن أخرجتك منه”،ثم تركه وانصرف.
-وعاد بعضهم نحويا، فقال له مالذي تشكوه؟قال:
“حمى جاسية، نارها حامية،منها الأعضاء واهية، والعظام بالية.”
فقال له :”لاشفاك الله بعافية، ياليتها كانت القاضية”
-نخلص من وحي التراث إلى عدة معطيات:
°أولا : خاطب الناس على قدر العقول
وفي نظام العربي المساري:
-وخاطب الناس على قدر العقول تحضى من العلم الفروع و الأصول
°ثانيا: بلاغة القول إيصال المعنى القلب في أحسن صورة من اللفظ.
“من وحي التراث”
د.مصطفى البحيرة